وما لا تبصرون بين الدين والعلم الحديث
صفحة 1 من اصل 1
وما لا تبصرون بين الدين والعلم الحديث
وما لا تبصرون بين الدين والعلم الحديث
قال تعالى : (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39}إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)[1]
وقد نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الصفات الوراثية فقال : (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس).
في الآية الأولى يقسم الله سبحانه وتعالى بما نبصره به من أرض وسماء وشمس وكواكب وكائنات حية ،وجماد وكل ما يقع عليه بصر البشر ويدركه وهذا معلوم لنا جميعاً .
ثم يقسم العليم الخبير في الآية التالية بما لا نبصر ، ويندرج تحت هذا القسم كل ما لا نراه بأعيننا المجردة وهذا سبق قرآني عظيم ، لأن ما لا نبصره من موجودات ومخلوقات أكثر بكثير ما نبصره بأعيننا المجردة ، فهناك الموجات الصوتية والكهربية والمجالات المغنطيسية والأشعة غير المرئية وغيرها من المفاهيم الفيزيائية والكيميائية وهذا كله ليس في مجال تخصصي العلمي ونحن هنا بصدد الحديث عن الإعجاز النباتي في القرآن الكريم وسوف أقصر حديثي على الكائنات الحية الدقيقة والنباتات اللازهرية والزهرية .
أولاً البكتيريا :
البكتيريا من الكائنات الحية الدقيقة التي لا نبصر خلاياها المفردة بأعيننا المجردة ، والتي لم يتعرفها الإنسان إلا بعد اختراعه المجاهر الضوئية المركبة ، وظل الكثير منها مخفياً إلى أن اخترع الإنسان المجهر الإلكتروني وما زال العديد من صفات البكتيريا وخواصها وأنواعها خفية على العلماء لا يدرون عنها شيئاً ، رغم التقدم العلمي الهائل في مجال علم البكتيريا ووسائل الفحص المجهري والتكبير .
فالبكتيريا توجد في التربة والماء ومحمولة على هباءات التراب في الهواء ، وتوجد على أجسادنا وملابسنا وفي أمعائنا وأنوفنا وفي فمنا وبين أسناناً وفي حلوقنا وبين أصابعنا وتحت آباطنا وعلى أطعمتنا وأشربتنا وبداخلها .
ويعرف الكثير من الناس عن البكتيريا أنها كائنات حية دقيقة ممرضة ، ولا يعرف وجود أنواع معينة من البكتيريا .
والبكتيريا ورفيقاتها من الفطريات وبعض الكائنات الحية الدقيقة الأخرى ، تخلصنا من النفايات البشرية ومن أجسام الموتى من الكائنات الحية ولولا ذلك لتكدست الأرض باجساد الموتى من لدن آدم حتى اليوم.
ثانياً : الفطريات
الفطريات من الكائنات الحية الدقيقة التي لا نرى معظم أفرادها بأعيننا المجردة لكننا نراها إذا تجمعت على شكل أعفان على الخبز والثمار المتعفنة ويصل وزن بعض أجناسها إلى الكيلوجرمات.
وتسبب الفطريات العديد من الأمراض العديد من الأمراض للإنسان والحيوان والنبات وهي تمتلك أقوى وأعظم جهاز أنزيمي تحليلي في العالم تفتت به الصخور والأخشاب والجلود والشعر والعظام والبلاستيك والزجاج وغيرها من الأشياء .
والفطريات موجودة في التربة والماء ومحمولة على التراب في الهواء وتوجد على أجسادنا وطعامنا وشرابنا، وعلى النبات وعلى أجساد الحيوانات وإذا أردنا أن نعرض عليك شريط فيديو مسجل للفطريات بحيث يبقى كل فطر أمامك خمس دقائق فقط لتتعرفه فإنك تحتاج إلى أكثر من سنة تجلس تجلس فيها ليل نهار دون أن يغمض لك جفن حتى تنتهي من هذا العرض الغريب والشيق .
وللفطريات منافع عديدة ، فهي تتحكم في إتمام العديد من الصناعات الحيوية والكيميائية والعمليات الزراعية ، والأمل معقود بإذن الله على الفطريات ، والطحالب في حل مشكلة الغذاء في العالم كما أوضحنا في موضوع وقدر قيها أقواتها.
ثالثا: الفيروسات :
الفيروسات تلك المخلوقات الدقيقة العجيبة التي لم يتعرفها الإنسان إلا حديثاً فهي كائنات بحق عجيبة تجمع في إعجاز إلهي مدهش بين صفتي الموت والحياة فهي حلقة اتصال بين عالمي الجماد والأحياء ، فهي تتبلور كالمعادن وبعض المركبات العضوية الميتة ويمكن إذابتها كما يذاب الملح والسكر ولا تظهر أي نوع من الحياة إلا إذا لامست خلية حية فتدب الحياة وتتحول إلى كائنات حية تتكاثر وتنمو داخل الخلايا الحية ، كما ناقشنا في موضوع إخراج الحي من الميت .
وتسبب الفيروسات العديد من الأمراض للإنسان والحيوان والنبات والبكتيريا والفطريات فهي تسبب مرض شلل الأطفال والأنفلونزا ومرض تبرقش أوراق الدخان ومرض الكلب والحمى الصفراء والجدري الإنساني والجدري البقري والتهاب الغدة النكفية والالتهاب الكبدي وغيرها.
رابعاً : الطحالب :
الطحالب منها ما نبصره بالعين المجردة ويصل إلى عدة أمتار طولاً ومنها ما لا نبصره إلا بالمجاهر الضوئية المركبة وهي تعيش في التربة وفي المياه العذبة والمالحة وعلى الصخور وجذوع الأشجار الميتة وفي العيون الحارة ذات الماء الذي يغلي وعلى الثلوج حيث البرودة الشديدة .
ومن أغرب ما في الطحالب أن بعضها يعطي أمشاجاً دقيقة وبعض هذه الأمشاج لا تتزاوج إلا وقت أذان المغرب وبعضها لا يتحرك حتى يطلع الفجر وبعضها يقيل وقت الظهيرة .
ففي عالمي النبات والحيوان ، وفي الإنسان ، يوجد العديد من العضيات والتراكيب التي لا نشاهدها بالعين المجردة ولم يتعرفها الإنسان إلا بعد اختراع المجاهر الإلكترونية مثل : الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية في الكائن الحي ، وDNA الذي يحمل الصفات الوراثية في ترتيب
وراثي معجز فجزيء DNA يصل طول خيوطه في الإنسان قدر الطول بين الشمس والأرض(460) مرة ، ويحمل صفات وراثية تكتب في موسوعة عملاقة مؤلفة من (46) مجلد كل مجلد (20 ) ألف صفحة وبالتالي فإن 46×20000= 920000 صفحة .
وقد سبق رسولنا الكريم العلم الحديث في التنويه إلى وجود الكائنات الحية الدقيقة البكتيرية والفيروسية ونصح أمته كيف تتجنب أضرارها وتستفيد من منافعها حيث قال : (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه)[2] ..
وهذا أول قانون للحجر الصحي في العالم ، فقد ثبت أن (80%) من أهل المكان المنتشر فيه الطاعون يحملون الميكروب المسبب للمرض ولا تظهر عليهم الأعراض .
وقد نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الصفات الوراثية فقال : (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس).
فهل كان صلى الله عليه وسلم عالماً في الطب والبكتريولوجي والميكولوجي والفزيولوجي ، أم أنه الإعجاز الإلهي وما ينطق صلى الله عليه وسلم عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي .
عاشق الجنان- مراقب
- عدد المساهمات : 43
نقاط : 21489
تاريخ التسجيل : 07/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى